القاهرة - إدارة الإعلام والاتصال - 12 فبراير
شاركت دولة قطر في المؤتمر رفيع المستوى لدعم مدينة القدس، الذي عقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.
مثل دولة قطر في المؤتمر، سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي، وزير الدولة للشؤون الخارجية.
وأوضح سعادته في كلمة، أن المؤتمر يأتي ضمن الجهود العربية الرسمية والشعبية نحو إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ومعالجة ما أفرزته من واقع مأساوي على مدينة القدس الشريف التي باتت تئن تحت وطأة الممارسات العنصرية والانتهاكات الجسيمة تجاه المقدسيين، الأمر الذي استدعى أن تنهض أمتنا العربية بمسئولياتها تجاه ما حلّ بالمدينة من انتهاك للحقوق السياسية والقانونية وتجيير للموارد الاقتصادية والتنموية لصالح المشروع الصهيوني وما تبعه من انتهاكات لحقوق للشعب الفلسطيني في المأوى والتعليم والصحة.
وبين سعادته أنه ليس من المستغرب أن تجد القضية اهتماما من قبل دولنا العربية في أعلى مستوياتها حينما قرر القادة العرب في قمتهم الحادية والثلاثين التي انعقدت في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية مطلع نوفمبر الماضي الدعوة لإقامة مؤتمرنا هذا.
وعبر عن أمله أن يكلل المؤتمر بالنجاح عبر إيجاد وسائل وآليات سياسية واقتصادية وتنموية وقانونية تدعم حماية مدينة القدس وصمود أهلها في مواجهة الممارسات الإسرائيلية، وأن يخرج هذا المؤتمر برؤى سياسية ثاقبة وخطط اقتصادية وتنموية محكمة وأطر قانونية نافذة تجاه ما يجري بشأن القدس من انتهاكات جسيمة وتعديات سافرة على المقدسيين.
وتابع أنه على يقين بأن مخرجات هذا المؤتمر ستتوج بقرارات نافذة وموجهات صارمة وخطط ناجحة من قبل قادة أمتنا العربية.
وجدد سعادته التأكيد على موقف دولة قطر الثابت من القضية الفلسطينية الذي ينص على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس ضمن إطار الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والقائم على الرفض التام لأي إجراءات تفرض واقعا غير قانوني على الأرض في القدس، لافتا إلى أن مثل هذه الإجراءات تقوض الجهود الدولية الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين.
وأضاف: تؤكد دولة قطر دائما على رفض مخططات تهويد القدس وتغيير الأوضاع فيها أو نقل أي سفارة إلى هناك، كما ترفض الاستيطان الإسرائيلي بكافة أشكاله وصوره.
واعتبر سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية أن تعزيز صمود أهل القدس هو أولوية من أجل الحفاظ على هوية المدينة ومعالمها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، لافتا إلى أن ذلك يتطلب استثمارات واسعة من القطاع الخاص الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي بالمدينة، من أجل إيجاد فرص العمل وتعزيز الاقتصاد فيها خاصة في قطاعات الإسكان والسياحة والتعليم والصحة والثقافة والمرأة والشباب.
وأوضح سعادته أن المقدسيين يواجهون العديد من القوانين والإجراءات العنصرية من جانب حكومة الاحتلال التي تسعى لإجبارهم على ترك المدينة بهدف إفراغها من مكونها الفلسطيني مشيرا إلى أن ذلك يستدعي تحركاً عربياً عاجلاَ وعلى كافة المستويات الحكومية والشعبية لدعم صمود المقدسيين قانونياَ وسياسياَ واقتصاديا في مواجهة مشاريع التهجير والطرد والاستيطان ومصادرة الأراضي وهدم المنازل والتضييق عليهم في معيشتهم.
وشدد سعادته على ضرورة عدم إغفال قضية الأسرى في فلسطين بصفة عامة وفي مدينة القدس بصفة خاصة، وأدان في هذا الخصوص الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى وكذلك السياسات الإسرائيلية الأخرى غير القانونية كسياسة الحبس المنزلي، خاصة للأطفال، وسياسات الإبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة واعتبرها سياسات استفزازية غير قانونية.
ووجه سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي تحية خاصة لصمود الشعب الفلسطيني المناضل في كافة أرجاء فلسطين المحتلة بصفة عامة وأبناء القدس بصفة خاصة، في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلية، دفاعاَ عن قضيتهم العادلة وسعيهم المشروع نحو إقامة دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد أن دولة قطر لن تألو جهدا في تقديم ما تستطيعه من الدعم للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين حتى يسترد الشعب الفلسطيني كافة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف، متمنياَ أن ترتقي مخرجات هذا المؤتمر إلى مستوى نضال وتضحيات الشعب الفلسطيني الشقيق.