دولة قطر تشارك في أعمال الدورة 159 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري

القاهرة – إدارة الإعلام والاتصال - 08 مارس

شاركت دولة قطر في أعمال الدورة 159 لمجلس ‎جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، التي انطلقت اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.

ترأس وفد دولة قطر في أعمال الدورة سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية.

وأوضح سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية، في كلمة دولة قطر، أن اجتماع اليوم ينعقد في خضم تحديات سياسية وأمنية واقتصادية غير مسبوقة، أملتها التطورات الدولية والإقليمية، مما يضع على عاتقنا تحديات جسام.

ولفت إلى أنه على صعيد تحقيق الأمن والاستقرار ما زالت إسرائيل تقف حائلا أمام تحقيق السلام الدائم والعادل والشامل في المنطقة، بمواصلة نهجها المتعنت وخططها في تزوير التاريخ وتزييف الحقائق على الأرض، وإرباك المشهد من خلال التوسع في بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة وتهويد القدس، في تحد سافر لإرادة المجتمع الدولي وقرارات الشرعية والقوانين والمواثيق الدولية، وهي بذلك تضاعف مسؤولياتنا تجاه الشعب الفلسطيني، مما يدعونا لمطالبة المجتمع الدولي وهيئاته المعنية لمطالبة إسرائيل بالكف عن التعامل بازدواجية المعايير التي تشجع سلطات الاحتلال على مواصلة عدوانها على الشعب الفلسطيني.

وحذر سعادته من تداعيات هذا العدوان المستمر على الوضع المتفاقم والمتفجر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانعكاساته على الأمن والاستقرار في المنطقة، وأدان بشدة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس بالضفة الغربية، يوم الأربعاء الموافق 22 من فبراير الماضي باعتباره جريمة حرب ضد الإنسانية وامتدادا لجرائمه المتواصلة والممنهجة بحق الشعب الفلسطيني، وانتهاكا صارخا لقرارات الشرعية الدولية.

كما عبر عن رفض دولة قطر الإجراءات الأحادية الإسرائيلية التي يدينها ويرفضها المجتمع الدولي أيضا، وجدد التأكيد على موقفها الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية والقائم على دعم مبادرة السلام العربية وحل الدولتين، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف، وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو عام 1967م.

ونوه سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي إلى وقوف دولة قطر مع المتضررين من كارثة الزلزال المدمر، الذي ضرب عدة مناطق في الجمهوريتين السورية والتركية، وعدد من الدول المجاورة، من خلال ما قامت به من توفير نحو عشرة آلاف من الوحدات السكنية، ونقل المساعدات العاجلة من الأردن وألمانيا عبر طائرات النقل الجوي، إضافة إلى استمرار دعم صندوق قطر للتنمية إلى عمليات الدفاع المدني السوري، والتي استفاد منها أكثر من مليون وستمائة وخمسين ألفا من المتضررين.

وعلى صعيد الأزمة السياسية في سوريا، قال سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية: إن المجتمع الدولي ما زال يقف عاجزا عن إيجاد حل للأزمة السورية رغم نتائجها وتداعياتها الخطيرة على المنطقة والعالم، ومن هذا المنطلق فإننا ندعم كافة الجهود الرامية إلى القيام بدور عربي قيادي جماعي؛ من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية ومعالجة تبعاتها السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية وفقا لقرار مجلس الأمن رقم (2254)، بما يضمن وحدة سوريا وسيادتها، ويحقق طموحات شعبها بخلق الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين.

وأكد سعادته استمرار دولة قطر في مساعيها للإسهام بفاعلية نحو كافة الجهود الهادفة إلى تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي، ومواجهة جميع التحديات المشتركة، مؤكدا دعم دولة قطر الكامل للمسار السياسي الليبي، والمساعي الهادفة للوصول إلى توافق وطني ليبي يفضي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ويحقق المصلحة الوطنية والاستقرار والسلام، وتطلعات شعبها الشقيق إلى التنمية والازدهار.

ودعا سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية إلى الاستمرار في التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، بما يضمن أمن اليمن واستقراره وسيادته وسلامة شعبه، إلى جانب دعمنا لجهود الحكومة العراقية في العمل على تحقيق أمن واستقرار ووحدة العراق أرضا وشعبا، فضلا عن دعمنا لكافة الجهود الهادفة إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي والتنموي في لبنان والسودان والصومال، بما يحقق تطلعات شعوب الأشقاء في هذه الدول نحو الأمن والتنمية والاستقرار.

وقال إنه من منطلق الحرص على تعزيز الدور العربي الفاعل، وتحقيق الريادة العربية عالميا، فإننا نبذل ما بوسعنا للمساهمة في كافة البرامج التي من شأنها تعزيز العمل العربي المشترك لتحقيق الأمن القومي العربي الشامل، سيما في مجالي الأمن الغذائي والمائي، وفي مجالات الطاقة والصناعة والزراعة والاستثمار، كما أننا ندعو لتكثيف البرامج العربية المشتركة تجاه القضايا التي تهم المجتمع الدولي، مثل التغير المناخي ومكافحة الفقر، ونسعى في إطار العمل العربي المشترك لدعم كافة الجهود العربية الرامية إلى تعزيز مصادر قوتنا وبناء قدراتنا في مجالات الإعلام المهني والتعليم العالي، وإنتاج المعرفة، وتأهيل الشباب، وتزكية المجتمع العربي وتحصينه ضد الاستلاب الثقافي.

وأكد سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية أن دولة قطر لن تألو جهدا في مواصلة جهودها بالعمل على تعزيز دور وجهود جامعة الدول العربية الرامية لتحقيق ما تنشده المنطقة العربية والمجتمع الدولي من سلم وأمن وتعزيز لحقوق الإنسان، ودفع لعجلة التنمية نحو آفاق أرحب.

وتابع أنه في سبيل ذلك: لن نتوانى أو نتقاعس حيال ما تتطلبه منا مؤسسات العمل العربي المشترك من خطط وبرامج ووسائل وآليات، واستضافة للمناسبات العالمية الكبرى، والتي لن يكون آخرها ما نظمته دولة قطر باسم الأمة العربية من كأس العالم FIFA قطر 2022 في حدث فريد من نوعه، فكان ذاك الشرف الذي ينسب إلى الأمة العربية جمعاء؛ إذ شهد العالم بأسره حينها بمكانة الأمة العربية وريادتها أصالة وحضارة وقيما وموروثا وكرما فياضا وقدرة فائقة على التنظيم وحسن الترتيب، الأمر الذي أسكت المشككين، فهو نجاح منكم وإليكم.